هل أنت أخو أخوات ؟

انطبع المجتمع السوداني بطابع من البداوة و الفروسية يلذ لنا ان نعتبرها من مميزاتنا على كثير من الشعوب ..
و بغض النظر عن وجود هذه الصفات في غيرنا او اسباب وجودها فينا نحاول ان نناقش هنا هل لازالت تلك الصفات موجودة فينا ؟
افتتن السوادنيون زمانا بالعبادي و طه و دكين و غيرهم من الهمباتة و الفرسان ..
و هي ثقافة تنبيك عن تجزر الفكر الجنجويدي .. و هي شئ كصعاليك العرب .
.المدائن كانت تعشق اوصافا كاخو البنات و مقنع الكاشفات و دراج العاطلة ..
و حتى اليوم يرقص العريس و هو يهز طربا و مغنية مستأجرة تقول له : فرتاق الصفوف .. مقنع بنات العم ..
بينما صاحبنا لا يستطيع ان يفرتق صف في كبسيبة حافلة و ينتظر امجاد فاضية عشان يركب من غير ما يبشتن الشكة ، و لا يعير بنات عمة التفاتا بدليل انو العروس شافا في شريط عرس عند واحد صاحبو .
.لكن السؤال هنا ..هل انت اخو اخوات و مقنع كاشفات و دراج عاطلة ؟
ان تكون اخو اخوات يعني ان تتنازل عن مقعدك في الحافلة لاي بت ظريفة تركب شماعة .. لكن قد تكون في مواصلات الكلاكلة اللفة و هي هايس صغيرة لا تتسع لك جالسا فكيف تستطيع الوقوف ؟ هنا يحتم عليك الموقف اما ان تنزل في نص الدرب بعد ان دفعت الف جنية من لحمك الحي و تنتظر فرج الله او تتكرفس في وضع تشريحي لا هو بالوقوف و لا الجلوس ..
طبعا نظرية اخو الاخوات لا تسمح لك ان تعمل ظريف و تعصر ربع سنتمتر و تقول ليها اتفضلي هنا يا اخت ، النفوس لو اتطايبت الكرسي يشيل سبعة .. هذا اصطياد في الموية العكرة و النفوس لو تخابثت برضو الكرسي بشيل سبعة .
.ان تكون مقنع للكاشفات امر صعب جدا .. ادخل اي حفلة عامة او خاصة .. لن تستطيع ان تقنع اي من الكاشفات لاسباب اولها عدم استطاعتك توفير كل هذه الكمية من القماش لزوم التقنيع ..حتى لو كنت ملك تجار اقمشة الجملة بالسوق الافرنجي ..
و لو فرضنا توفر القماش ..من اين تقنع ؟ من الظهور ام البطون ام الارجل ؟
لو شالتك الشلاقة و تقدمت تقنع واحده كاشفة عن مساحات لا محدودة من ظهرسراميكي المظهر موحي بالزحلقانية و صدر تغطيه ذرات براقة تلمع فجأة مع انعكاس الضوء كهزر العربية مما يجذب مزيدا من الانظار المندهشه و المشدوهة و الراغبة و الفضولية ففوجئت انها العروس شخصيا و ان هذا الفستان جابو العريس باختيار امها و ابوها من دبي .. ماذا ستفعل ؟ اكيد حتسأل ببرأه يا جماعة دا مش عرس مزمل ؟ فيقولو ليك ابدا دا عرس خالد .. فتعتذر بانو اتلخبتت عليك الحفلات و تتملص براااااااحة ..
دراج العاطلة مرحلة اصعب من سابقتيها .. العاطلة في الفلكلور السوداني و العربي امرأة مميزه ..
المرأه الكسول التي لا تخرج من بيتها و لا تقضي لنفسها حاجه لانها منعمه .. يعني في زمنا دا خملة و مفلسة ..
ان تدرج مثل هذه المرأة يعني انك تكون مارق ماشي الشغل الصباح فتناديك من شباك الأوضة القصيرة المقابل الشارع .. عليك الله يا هناي من سهى بت الاتصالات دي حول لي 3 الف عشان دايرة اعمل مسكول لكمال ..
و لأنك دراج العاطلة ينبغي ان تغير طريقك لتغشى سهي التي هي ليست عاطلة باعتبار انها تعمل في محل اتصالات و يوميتا احسن من الخلفوك و تحول 3 الف لجارتكم العاطلة عشان تعمل مس كول لكمال الذي هو دراج عواطل و مدرر عواطف و ربما مدر بول ايضا .. لكن سهى تصطادك بعطل اخر .. فهي لا تملك باقي الـ5 الف الاديتا ليها .. و قبل ان تقترح عليها ان تحول ليك الالفين جنية في تلفونك تقول لك بنعومة عليك الله يا هناي خلاص خليها عشان انا دايرة لي كريم .. و ترفع عينيك لتنظر لصف الكريمات المرصوص في الفترينة و تنطق بنعم عرجاء .
لكن العاطلة قد تكون اصعب من كل هذا ايضا .. فقد تكون العاطلة امرأة من الزمن الاسطوري زمن الشحم دا و اللحم دا .. و تفترش الارض في راس شارعكم .. و ما ان تراك حتى تهش و تبش و تقول لك يا يمة تتبارك انت .. بركة الله الجابك لي انت مش ود سعاد ؟ فتجيبها انك ولد عواطف .. فتقول ايوه عواطف مرة عبد المنعم .. فتقول لها ان ابوك ابراهيم .. فتقول ياهو انا بس الكبر بقى ينسيني .. ثم تطلب منك طلبا ينسيك امك و ابوك و خطيبتك .. ممكن تقومني يا ولدي ؟ الله ينعل الريطوبة ( لابد ان تضيف الياء لتحسسك بالانكسار و الحوجه و العطالة ) .. هنا تكتشف انك اضعت زمنك في المدارس و زحزيح الكنب و لو انفقت وقتك في مركز شباب ام درمان لاستطعت ان تؤدي هذه المهمة .. و بعد محاولة او اثنتين تجد نفسك مضطرا للاعتراف ان هذه المرأة لا يقيمها من مكانها الا شيئين .. كرين من كرينات العربات .. او شمار حااااااار ..
فتلجأ للحل الثاني لأن الأول مكلف ماديا و لازال دريج عطالة سهى ينتح في جيبك .. فتقول ببرأه .. شفتي يا خالة ، منيرة ما طقشتا العربية و وقعت في البلاعة عضاها الكلب المدسي جوه .. فتنسى المرأة الريطوبة و تنهض عجلة الى هذا الشمار الحار.
لكنك تنسى انها ستذيع لكل الحلة انو اولاد الزمن دا اولاد اليابا قلت ليهو قومني غلبو .. ولاد مايعين ما فيهم حيل .. و ربما تبع ذلك اشانة سمعة حساسة حين تنظر المتحدثة الى اقرب الفتيات اليافعات و تقول لها : الزي ديل اوعك تقعي فيهم .. حيل ما عندهم .. اسبوع و يقول ليك انا جايي من المكتب حيلي مهدود .
بعد كل هذا هل تستطيع ان تجيب .. هل انت اخو اخوات و مقنع كاشفات و دراج عاطلة ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق