كنا زمان !!





[1]



الحنين الى الماضي يعده الاطباء النفسيون مرضا .. و يعترض عليه الحداثيون في الفن و التقدميون في السياسةلكن دعونا من حذلقة الأطباء و غرض الفنانين و تقعر الساسة .. فلننظر الى نفوسنا و ايامنا و ايام زمان






[2]



لا ليس زمااااااان شديد .. فلنرجع فقط بذكرياتنا الى زمن الطفولة



كيف كنا وكانت الدنيا



يقول الشاعر السوداني الموجوع من حاضره : شن خلاني قديرك يا اب هما فوق غيرك



يقول الابيات حسدا لطفل صغير يلعب لا يلوي على هم و لا يخشى عتب






[3]



حين كنا صغارا كان التلفزيون يبدأ الساعة السادسة مساء .. و كانت المسلسل اليومي تبث ثلاث مرات في الاسبوع .



حين كنا صغارا كانت جنة الاطفال اجمل شئ يمكن ان نتابعه .. و حين يغني المغني : يا جنة خلاص اتلمينا .. كنا نجري لنتلم سريعا



حنان الصغيرة تغني بضفيرتيها و هي تقف امام المايكرفون الكبيييير : انا بدري صحيت من نومي






[4]



كانت المواصلات ساهله .. بصات ابورجيله الصفراء و باصات المؤسسة العسكرية الخضراء و عربات التاكسي بنوعيها الطرحة بالخط الازرق و الاجرة بالخط الاخضر






[5]



في المدرسة كان المعلمون كائنات اسطورية لها مهابة .. و اذا ناداك الاستاذ باسمك فانت قد تخرق الارض او تبلغ الجبال طولا من الفخر






[6]



حين كنا صغارا كان كل كلب اسمه بوبي و كل طفل هو بيبي الى ان يثبت العكس.ايام زمان كان اي شخص يسلم عليك في اي مكان وكان الرد المعتمد من كل طوائف المجتمع هو : اتفضل .كانت الحياة اجمل ربما و ارغد حين يرسلونك لتحضر العيش كنت تعود محملا بكيس كبير متلئ تحمله على دراجتك و رائحة العيش السخنة تغريك بأن تقرضمتى شممت رائحة العيش السخنة الحلوة مؤخرا ؟






[7]



في الاعياد تحب ان تزور بيتا بعينه .. لسببين .. ابنتهم ذات الضفائر التي تبعث فيك شعورا حراقا .. و ايام زمان كن كل الفتيات لهن ضفائر قبل ان تتعلم بنات هذا الزمن الذهاب الى الكوافير من سن السابعة .. السبب الثاني هو حلاوة الماكنتوش بالعلبة الكبيرة التي يقدمونها .. هل كنت تحب القطعة ذات الورقة البنفسجية . انا عن نفسي كنت احب القطعة الصفراء الطويلة .. كنت ابحث عنها داخل العلبة بشغف



هل تذكر ان البيبسي كان اكبر ؟ و كان احلى ؟






[8]



ايام زمان كان في كل شارع كشك يسمى مكتبة .. و هو مكتبة فعلا لا يبيع فقط الجرائد .. بل تجد به الكتب المختلفة و المجلات و لا يتعامل فقط بنظام البيع بل عماد عمله هو الايجارهل تذكر هذه المكتبات التي كانت كلها تحمل اسم مكتبة كذا الثقافية ؟ و بها تجد مجلات ماجد و ميكي و سمير و سمر و قصص ارسين لوبين و عبير القديمة المطبوعة في قبرص و المغامرون الخمسة و القديس و شرلوك هولمزكنا نقرأ .. كل الكتب كانت مهترئة من كثرة التداول






[9]



ايام زمان كانت المدارس تكون الجمعيات الثقافيةهل كنت عضوا في جمعية الجغرافيا ؟ ام لعلك كنت عضوا في جمعية اللغة الانجليزيةهل تذكر الرحلات التي تقيمها الجمعيات ؟هل كنت تشارك في اعداد صحيفة الحائط الخاصة بجمعيتك او فصلك ؟






[10]






ماذ حدث ؟لنااو للدنيا



لقد اختلفت او اختلفنا لم تعد للاشياء نفس الطعم



ما عادت لها ذات حلاوة المذاقهل حمضت الاشياء ام سقم لسانا بالكبر ؟






***

هناك تعليقان (2):

  1. أوفى عبدالحي عبدالحق13 سبتمبر 2012 في 10:26 م

    عند قرأتي الحديث عن الماضي ،أثار في شجونا وذكريات هي ما أعيش عليه اليوم في هذا الزمن الأغبر .بالنسبة لي أعتقد اعتقادا جازما لا يقبل التغيير أن من عاش فترة السبعينيات والثمانينيات بكل ما فيها من أحداث وإنتقل الى جوار ربه بمجيئ يونيو 1989 فهو في رحمة ما بعدها رحمة.
    بالنسبة لي هناك محطات عالقه في الذهن مثل: مجلة ماجد، مقدمة جريدة المساء،برامج مثل(الحقل والعلم.صور شعبيه) كل ما اتذكرها مع إنني كنت لا أفهم بعض ما فيها ،بعض الأناشيد من كتب المحفوظات في المرحلة الإبتدائيه

    ردحذف
  2. حرَّكت فينا ذكريات الصغر
    أبو هشام
    عين البيضاء

    ردحذف